الجمل (سفينة الصحراء) تعريف بسيط
صفحة 1 من اصل 1
الجمل (سفينة الصحراء) تعريف بسيط
الجمل (سفينة الصحراء)
الجمل حيوانأليف، استخدمه الإنسان منذ آلاف السنين، وقد حباه الله – عز وجل- بقدرات عظيمةتمكنه من تحمل السير لمسافات طويلة، فوق تلال الرمال الناعمة، وسط صحراء قاحلة يندرفيها الزرع والماء، وتكثر فيهاالرياحوالعواصف الرملية الشديدة؛ لذا أطلق عليه "سفينة الصحراء" .
وقد أمرنا الله – تعالى – فى كتابه الكريم بأننتفكر فيخلق
الإبل (أي الجمال)، ونتأمل قدرة الله وعظمته فى خلق هذا الكائن العجيب الذى تكيف على العيش فى الصحراء بصورة مدهشة، قال تعالى :
أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (الغاشية 17)
وأول ما نعجب له، ويثير انتباهنا إذا ما نظرنا إلى الجمل هو ضخامة جسمه، وقوة بنيانه، وارتفاع قامته، وطول عنقه!! لكننا إذا دققنا النظر فيه أكثر فسوف نجد أشياء أخرى عجيبة ومدهشة !!!
· جسم الجمل :
للجمل جسمقوي كبير الحجم، ويتراوح وزن الجمل ما بين (450 : 650) كيلو جرامًا، وقد يزيد علىذلك، ويصل ارتفاعه إلى نحو المترين أو أكثر بقليل، ويحمل هذا الجسم الكبير أربعأرجل طويلة وقوية ترفع جسم الجمل بعيدًا عن حرارة الرمال الشديدة، كما تساعده علىاتساع خطواته، وخفة حركته، وتنتهى كل رجل بوسادة عريضة من الدهن والألياف المرنةوالتي يغلفها طبقة سميكة من الجلد، وهى تشبه نعل الحذاء وتسمى "الخف"، وبواسطة هذاالخف
يستطيعالجمل أن يسير بسهولة فوق الرمال الناعمة دون أن تغوص أرجله فيها؛ لأنه يتفلطح (أييتسع) بصورة مدهشة أثناء السير، كما يستطيع الجمل أن يسير فوق الصخور الصلبةالشديدة الحرارة، دون أن يشعر بأى تعب أو ألم بواسطة هذا الخف السميك، الذي يكاديكون الإحساس منعدم فيه تمامًا.
ورأس الجملمستطيل الشكل ومتوسط الحجم، وله عينان كبيرتان تبصران جيدًا فى الليل والنهار، وهمامحاطتان بأهداب (رموش) طويلة وكثيفة على الجفنين؛ تحميهما من الرمال وحرارة الشمسالمحرقة، أما الأذنان فصغيرتان، ويغطيهما شعر كثيف من كل جانب، ليحميهما من رمالالصحراء، وللجمل حاسة سمع قوية جدًّا .
وفى مقدمة رأس الجمل يوجد أنفه، وهو عبارة عن شقين رفيعين يحيط بهما شعر كثيف يمنع دخول الرمال والأتربة إلى قصبته الهوائية، لكنه لا يمنع دخول الهواء في الوقت نفسه، كما يحيط بهما عضلات قوية تمكن الجمل من إغلاق فتحتي أنفه أو فتحهما متى شاء، وهكذا إذا ثارت عاصفة رملية أغلق الجمل عينيه، وثني أذنيه إلى الخلف، وقفل فتحتي أنفه، ومضى في طريقه في أمان وسلام لا يبالي بما يحدث حوله!!!
ونظرًا لضخامة الجمل وارتفاع قامته عن الأرض فقد خلق الله له رقبة طويلة، تمكنه من الوصول بسهولة إلى النباتات القصيرة التي تنتشر على الأرض، أو قضم أوراق الأشجار العالية .
ويغطي جسم الجمل جلد سميك مكسو بالوبر، يحفظه كثيرًا من حرارة الشمس، وقذائف الرمال اللاسعة .
وسنام الجمل هو أكثر ما يميز شكله عن باقي الحيوانات، وهو عبارة عن مخزن كبير للدهون يتكون فوق ظهره على شكل هرمي، وهو مفيد جًّدا له؛
فعندما يتعرض الجمل للجوع أو العطش الشديد يقوم بتحويل ما يحتاج إليه من هذا الدهن إلى غذاء وماء، وبذلك يمكنه أن يصبر على الجوع والعطش لعدة أيام، كما يحمى السنام جسم الجمل من أشعة الشمس؛ حيث يعمل كحاجز يمنع وصول تلك الأشعة إلى بقية أجزاء جسم الجمل مباشرة .
طعام الجمل :
ويتغذى الجمل كسائر الحيوانات العشبية على الحشائش، وأوراق الشجر، والأغصان اللينة، والحبوب والثمار، وغيرها من النباتات إلا أنه يستطيع أن يأكل النباتات الشوكية، والأعشاب الجافة التي لا تستطيع كثير من الحيوانات تناولها، فقد أعطاه الله أسنانًا قوية خاصة فكه السفلي ، وفمًا مبطنًا من الداخل يتحمل تلك الأشواك الجافة أثناء مضغها، وشفتين غليظتين قويتين خاصة شفته العليا المشقوقة، والتي تمكنه من جمع الأشواك الجافة بكفاءة عالية، والجمل من الحيوانات المجترة ،أي التي تقوم بترجيع بعض الطعام الذي تناولته من قبل من معدتها إلى فمها؛ لتمضغه جيدا مرة أخرى، ثم تبتلعه في معدتها ثانية فيسهل بذلك هضمه .
تحمل العطش :
وللجمل قدرة عجيبة على تحمل العطش، بل إنه يضرب به المثل في ذلك !! ففي فصلى الشتاء والربيع يمكن للجمل أن يعيش مدة طويلة تتراوح ما بين شهرين إلى أربعة أشهر دون أن يشرب الماء، ويكتفي بما يأكله من نباتات خضراء غنية بالماء، أما في فصل الصيف الحار فيمكنه أن يتحمل العطش مدة تتراوح ما بين ستة أيام إلى عشرة، وقد تزيد على ذلك فتصل إلى أسبوعين أو أكثر، ويرجع ذلك إلى عدة أشياء يتمتع بها الجمل دون سائر الحيوانات، فهو يستطيع أن يحافظ على ماء جسمه بكفاءة عالية فلا يفقد منه إلا القليل، إذ إنه لا يتنفس من فمه، ولا يلهث أبدًا مهما اشتد الحر، وهو بذلك يتجنب تبخر كميات كبيرة من ماء جسمه عن طريق الفم، كما تقوم الكليتان بدور كبير في اقتصاد الماء الموجود داخل الجسم بصورة مذهلة، ولا تخرجان إلا كمية بول قليلة جدًّا إلى حد ما، ولكن أعجب ما في الجمل هو قلة عرقه إلى أدنى حد ممكن؛ إذ إنه لا يعرق إلا إذا تجاوزت درجة حرارة جسمه نحو (41ْم) تقريبًا، وهذه ميزة عظيمة تمكن الجمل من الاحتفاظ بالماء داخل جسمه أطول فترة ممكنة !!!
أنواع الجمال :
والجمال نوعان : نوع عربي، ويعيش في شبه الجزيرة العربية وشمال قارة إفريقيا، كما نقلت أعداد كبيرة منه لتعيش في "الهند" و"أستراليا"، و"أمريكا الشمالية" وغيرها من البلاد، ويتميز هذا النوع بأن له سنامًا واحدًا فقط على ظهره، أما النوع الثاني فهو الجمل الآسيوي، ويعيش في وسط قارة "آسيا"، خاصة في "منغوليا"، وشمال "الصين" و"أفغانستان"، وجنوب "روسيا".. وغيرها.
ويتميز هذا النوع بأن له سنامين بدلاً من سنام واحد، كما أنه أكبر وزنًا وأشد قوة، لكن أرجله أقصر، وسرعته في الجري أقل، ويغطى معظم جسمه وبر كثيف أكثر مما في الجمل العربي، خاصة على الذقن والكتفين والسنامين .
وتعيش في قارة أمريكا الجنوبية أنواع أخرى من الفصيلة الإبلية وهى ما تعرف بأشباه الإبل مثل حيوان "اللاما"، و"الألباكا"، و"الفيكونا"، وهى أنواع وثيقة الصلة بالجمال إلا أنها أصغر حجمًا وأقل وزنًا وليس لها سنام .
الحمل والرضاعة :
والجمل حيوان ثديي، يلد ويرضع صغاره، وتصل فترة حمل الناقة (وهى أنثى الجمل) إلى نحو سنة كاملة، وقد تصل إلى (13) شهرًا، وتضع الأنثى وليدًا واحدًا، ونادرًا ما تلد توأمًا، ويزن صغير الجمل عند ولادته ما بين (25) إلى (50) كيلوجرامًا، ويبلغ ارتفاعه نحو (90) سنتيمترًا، ويستطيع صغير الجمل أن يقف على أقدامه بعد مرور نحو ساعتين أو أكثر، ويظل يرضع من لبن أمه نحو سنة كاملة ثم يُفطم بعد ذلك، ويبلغ متوسط عمر الجمل نحو (30) عامًا، وقد يعيش حتى يبلغ سن الأربعين .
من فوائد الجمل :
الجمل حيوان عظيم النفع للإنسان فهو يستخدمه في أداء كثير من الأعمال الشاقة، فهو يقوم بحمل الركاب، ونقل الأمتعة من مكان إلى آخر، ويمكن للإبل التي تستخدم للركوب أن تقطع مسافة قدرها نحو (10) كيلومترات في الساعة تقريبًا، وأن تمشى في اليوم الواحد نحو (100) كيلومتر دون تعب أو كلل، أما الإبل المستخدمة في حمل الأمتعة فيمكنها حمل نحو (150) إلى (300) كيلوجرام، ومازالت الإبل تستخدم في بعض فرق الجيش والشرطة، وهو ما يعرف باسم فرق الهجانة، كما تستخدم بعض أنواع الإبل المعروفة بسرعتها وخفة حركتها في مسابقات الجري والتي تعرف باسم سباق "الهجن" .
وتعتبر الجمال من أهم الحيوانات التي يستفيد الإنسان من لحمها ولبنها ووبرها وجلودها، ويتميز لبن الإبل بجودته العالية، وحلاوة طعمه، وسهولة هضمه فهو قليل الدهون، خفيف على المعدة، غنى بالفيتامينات والبروتينات والمعادن خاصة الكالسيوم، كما يحتوى على مواد تقاوم السموم والبكتيريا، وبه مواد تقوى جهاز المناعة، ويستخدم في علاج كثير من الأمراض خاصة أمراض البطن والكبد وغيرها، وقد اشتكى بعض الناس إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- من مرض أصاب بطونهم، فأمرهم النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يشربوا من ألبان الإبل وأبوالها ففعلوا، فشفوا بإذن الله .
أما وبر الإبل فيستخدم في صنع الثياب والأغطية والفرش والخيام، ويصنع من جلود الإبل الملابس الجلدية والأحذية والحقائب، ويتميز جلد الجمل بقوته وسماكته وجودته العالية .
معلومات وطرائف حول الجمل :
-الناقة : هي الأنثى من الإبل ، والجمع نوق ، ويقال للذكر : جمل .
- الإبل : لفظ يطلق على الجمال والنوق معًا، وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه.
-البعير :ما صلح للركوب والحمل من الإبل، ويقال للجمل والناقة .
-السليل : هو ولد الناقة لحظة ولادته .
-الحوار : هو ولد الناقة قبل أن يفطم .
- الفصيل :هو ولد الناقة إذا فُطم وأبعد عن أمه .
- ورد لفظ الإبل في القرآن الكريم مرتين، والناقة (7) مرات، والعير ( 3) مرات، والبعير مرتين، والجمل مرة واحدة .
- يسير الجمل بطريقة تختلف عن طريقة سير الحيوانات الأخرى , إذ إنه يحرك رجلي الجانب الأيمن معًا، ويتبعهما برجلي الجانب الأيسر معًا، وينتج عن هذه المشية تأرجح كل من يعتلى ظهره بصورة كبيرة .
- يستطيع الجمل العطشان أن يشرب أكثر من (100) لتر من الماء دفعة واحدة دون أن يحدث له أي ضرر، ولا تبقى هذه المياه في أمعائه، ولكنها تنساب داخل أنسجة جسمه فورًا .
- الجمل شديد الاقتصاد جدًّا في الماء، ولا يفقد منه إلا أقل من لتر واحد في اليوم أو يزيد، وذلك عن طريق البول .
- حين يكون الجمل بحالة صحية جيدة نجد سنامه قائمًا ومكتظًّا، وحين يكون مريضًا أو تعرض لفترة جوع طويلة نجد سنامه ضامرًا، وقد يتلاشى .
- الجهاز الهضمي للجمل يخلو من المرارة .
- تلد أنثى الجمل وهى واقفة .
الجمل حيوانأليف، استخدمه الإنسان منذ آلاف السنين، وقد حباه الله – عز وجل- بقدرات عظيمةتمكنه من تحمل السير لمسافات طويلة، فوق تلال الرمال الناعمة، وسط صحراء قاحلة يندرفيها الزرع والماء، وتكثر فيهاالرياحوالعواصف الرملية الشديدة؛ لذا أطلق عليه "سفينة الصحراء" .
وقد أمرنا الله – تعالى – فى كتابه الكريم بأننتفكر فيخلق
الإبل (أي الجمال)، ونتأمل قدرة الله وعظمته فى خلق هذا الكائن العجيب الذى تكيف على العيش فى الصحراء بصورة مدهشة، قال تعالى :
أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (الغاشية 17)
وأول ما نعجب له، ويثير انتباهنا إذا ما نظرنا إلى الجمل هو ضخامة جسمه، وقوة بنيانه، وارتفاع قامته، وطول عنقه!! لكننا إذا دققنا النظر فيه أكثر فسوف نجد أشياء أخرى عجيبة ومدهشة !!!
· جسم الجمل :
للجمل جسمقوي كبير الحجم، ويتراوح وزن الجمل ما بين (450 : 650) كيلو جرامًا، وقد يزيد علىذلك، ويصل ارتفاعه إلى نحو المترين أو أكثر بقليل، ويحمل هذا الجسم الكبير أربعأرجل طويلة وقوية ترفع جسم الجمل بعيدًا عن حرارة الرمال الشديدة، كما تساعده علىاتساع خطواته، وخفة حركته، وتنتهى كل رجل بوسادة عريضة من الدهن والألياف المرنةوالتي يغلفها طبقة سميكة من الجلد، وهى تشبه نعل الحذاء وتسمى "الخف"، وبواسطة هذاالخف
يستطيعالجمل أن يسير بسهولة فوق الرمال الناعمة دون أن تغوص أرجله فيها؛ لأنه يتفلطح (أييتسع) بصورة مدهشة أثناء السير، كما يستطيع الجمل أن يسير فوق الصخور الصلبةالشديدة الحرارة، دون أن يشعر بأى تعب أو ألم بواسطة هذا الخف السميك، الذي يكاديكون الإحساس منعدم فيه تمامًا.
ورأس الجملمستطيل الشكل ومتوسط الحجم، وله عينان كبيرتان تبصران جيدًا فى الليل والنهار، وهمامحاطتان بأهداب (رموش) طويلة وكثيفة على الجفنين؛ تحميهما من الرمال وحرارة الشمسالمحرقة، أما الأذنان فصغيرتان، ويغطيهما شعر كثيف من كل جانب، ليحميهما من رمالالصحراء، وللجمل حاسة سمع قوية جدًّا .
وفى مقدمة رأس الجمل يوجد أنفه، وهو عبارة عن شقين رفيعين يحيط بهما شعر كثيف يمنع دخول الرمال والأتربة إلى قصبته الهوائية، لكنه لا يمنع دخول الهواء في الوقت نفسه، كما يحيط بهما عضلات قوية تمكن الجمل من إغلاق فتحتي أنفه أو فتحهما متى شاء، وهكذا إذا ثارت عاصفة رملية أغلق الجمل عينيه، وثني أذنيه إلى الخلف، وقفل فتحتي أنفه، ومضى في طريقه في أمان وسلام لا يبالي بما يحدث حوله!!!
ونظرًا لضخامة الجمل وارتفاع قامته عن الأرض فقد خلق الله له رقبة طويلة، تمكنه من الوصول بسهولة إلى النباتات القصيرة التي تنتشر على الأرض، أو قضم أوراق الأشجار العالية .
ويغطي جسم الجمل جلد سميك مكسو بالوبر، يحفظه كثيرًا من حرارة الشمس، وقذائف الرمال اللاسعة .
وسنام الجمل هو أكثر ما يميز شكله عن باقي الحيوانات، وهو عبارة عن مخزن كبير للدهون يتكون فوق ظهره على شكل هرمي، وهو مفيد جًّدا له؛
فعندما يتعرض الجمل للجوع أو العطش الشديد يقوم بتحويل ما يحتاج إليه من هذا الدهن إلى غذاء وماء، وبذلك يمكنه أن يصبر على الجوع والعطش لعدة أيام، كما يحمى السنام جسم الجمل من أشعة الشمس؛ حيث يعمل كحاجز يمنع وصول تلك الأشعة إلى بقية أجزاء جسم الجمل مباشرة .
طعام الجمل :
ويتغذى الجمل كسائر الحيوانات العشبية على الحشائش، وأوراق الشجر، والأغصان اللينة، والحبوب والثمار، وغيرها من النباتات إلا أنه يستطيع أن يأكل النباتات الشوكية، والأعشاب الجافة التي لا تستطيع كثير من الحيوانات تناولها، فقد أعطاه الله أسنانًا قوية خاصة فكه السفلي ، وفمًا مبطنًا من الداخل يتحمل تلك الأشواك الجافة أثناء مضغها، وشفتين غليظتين قويتين خاصة شفته العليا المشقوقة، والتي تمكنه من جمع الأشواك الجافة بكفاءة عالية، والجمل من الحيوانات المجترة ،أي التي تقوم بترجيع بعض الطعام الذي تناولته من قبل من معدتها إلى فمها؛ لتمضغه جيدا مرة أخرى، ثم تبتلعه في معدتها ثانية فيسهل بذلك هضمه .
تحمل العطش :
وللجمل قدرة عجيبة على تحمل العطش، بل إنه يضرب به المثل في ذلك !! ففي فصلى الشتاء والربيع يمكن للجمل أن يعيش مدة طويلة تتراوح ما بين شهرين إلى أربعة أشهر دون أن يشرب الماء، ويكتفي بما يأكله من نباتات خضراء غنية بالماء، أما في فصل الصيف الحار فيمكنه أن يتحمل العطش مدة تتراوح ما بين ستة أيام إلى عشرة، وقد تزيد على ذلك فتصل إلى أسبوعين أو أكثر، ويرجع ذلك إلى عدة أشياء يتمتع بها الجمل دون سائر الحيوانات، فهو يستطيع أن يحافظ على ماء جسمه بكفاءة عالية فلا يفقد منه إلا القليل، إذ إنه لا يتنفس من فمه، ولا يلهث أبدًا مهما اشتد الحر، وهو بذلك يتجنب تبخر كميات كبيرة من ماء جسمه عن طريق الفم، كما تقوم الكليتان بدور كبير في اقتصاد الماء الموجود داخل الجسم بصورة مذهلة، ولا تخرجان إلا كمية بول قليلة جدًّا إلى حد ما، ولكن أعجب ما في الجمل هو قلة عرقه إلى أدنى حد ممكن؛ إذ إنه لا يعرق إلا إذا تجاوزت درجة حرارة جسمه نحو (41ْم) تقريبًا، وهذه ميزة عظيمة تمكن الجمل من الاحتفاظ بالماء داخل جسمه أطول فترة ممكنة !!!
أنواع الجمال :
والجمال نوعان : نوع عربي، ويعيش في شبه الجزيرة العربية وشمال قارة إفريقيا، كما نقلت أعداد كبيرة منه لتعيش في "الهند" و"أستراليا"، و"أمريكا الشمالية" وغيرها من البلاد، ويتميز هذا النوع بأن له سنامًا واحدًا فقط على ظهره، أما النوع الثاني فهو الجمل الآسيوي، ويعيش في وسط قارة "آسيا"، خاصة في "منغوليا"، وشمال "الصين" و"أفغانستان"، وجنوب "روسيا".. وغيرها.
ويتميز هذا النوع بأن له سنامين بدلاً من سنام واحد، كما أنه أكبر وزنًا وأشد قوة، لكن أرجله أقصر، وسرعته في الجري أقل، ويغطى معظم جسمه وبر كثيف أكثر مما في الجمل العربي، خاصة على الذقن والكتفين والسنامين .
وتعيش في قارة أمريكا الجنوبية أنواع أخرى من الفصيلة الإبلية وهى ما تعرف بأشباه الإبل مثل حيوان "اللاما"، و"الألباكا"، و"الفيكونا"، وهى أنواع وثيقة الصلة بالجمال إلا أنها أصغر حجمًا وأقل وزنًا وليس لها سنام .
الحمل والرضاعة :
والجمل حيوان ثديي، يلد ويرضع صغاره، وتصل فترة حمل الناقة (وهى أنثى الجمل) إلى نحو سنة كاملة، وقد تصل إلى (13) شهرًا، وتضع الأنثى وليدًا واحدًا، ونادرًا ما تلد توأمًا، ويزن صغير الجمل عند ولادته ما بين (25) إلى (50) كيلوجرامًا، ويبلغ ارتفاعه نحو (90) سنتيمترًا، ويستطيع صغير الجمل أن يقف على أقدامه بعد مرور نحو ساعتين أو أكثر، ويظل يرضع من لبن أمه نحو سنة كاملة ثم يُفطم بعد ذلك، ويبلغ متوسط عمر الجمل نحو (30) عامًا، وقد يعيش حتى يبلغ سن الأربعين .
من فوائد الجمل :
الجمل حيوان عظيم النفع للإنسان فهو يستخدمه في أداء كثير من الأعمال الشاقة، فهو يقوم بحمل الركاب، ونقل الأمتعة من مكان إلى آخر، ويمكن للإبل التي تستخدم للركوب أن تقطع مسافة قدرها نحو (10) كيلومترات في الساعة تقريبًا، وأن تمشى في اليوم الواحد نحو (100) كيلومتر دون تعب أو كلل، أما الإبل المستخدمة في حمل الأمتعة فيمكنها حمل نحو (150) إلى (300) كيلوجرام، ومازالت الإبل تستخدم في بعض فرق الجيش والشرطة، وهو ما يعرف باسم فرق الهجانة، كما تستخدم بعض أنواع الإبل المعروفة بسرعتها وخفة حركتها في مسابقات الجري والتي تعرف باسم سباق "الهجن" .
وتعتبر الجمال من أهم الحيوانات التي يستفيد الإنسان من لحمها ولبنها ووبرها وجلودها، ويتميز لبن الإبل بجودته العالية، وحلاوة طعمه، وسهولة هضمه فهو قليل الدهون، خفيف على المعدة، غنى بالفيتامينات والبروتينات والمعادن خاصة الكالسيوم، كما يحتوى على مواد تقاوم السموم والبكتيريا، وبه مواد تقوى جهاز المناعة، ويستخدم في علاج كثير من الأمراض خاصة أمراض البطن والكبد وغيرها، وقد اشتكى بعض الناس إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- من مرض أصاب بطونهم، فأمرهم النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يشربوا من ألبان الإبل وأبوالها ففعلوا، فشفوا بإذن الله .
أما وبر الإبل فيستخدم في صنع الثياب والأغطية والفرش والخيام، ويصنع من جلود الإبل الملابس الجلدية والأحذية والحقائب، ويتميز جلد الجمل بقوته وسماكته وجودته العالية .
معلومات وطرائف حول الجمل :
-الناقة : هي الأنثى من الإبل ، والجمع نوق ، ويقال للذكر : جمل .
- الإبل : لفظ يطلق على الجمال والنوق معًا، وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه.
-البعير :ما صلح للركوب والحمل من الإبل، ويقال للجمل والناقة .
-السليل : هو ولد الناقة لحظة ولادته .
-الحوار : هو ولد الناقة قبل أن يفطم .
- الفصيل :هو ولد الناقة إذا فُطم وأبعد عن أمه .
- ورد لفظ الإبل في القرآن الكريم مرتين، والناقة (7) مرات، والعير ( 3) مرات، والبعير مرتين، والجمل مرة واحدة .
- يسير الجمل بطريقة تختلف عن طريقة سير الحيوانات الأخرى , إذ إنه يحرك رجلي الجانب الأيمن معًا، ويتبعهما برجلي الجانب الأيسر معًا، وينتج عن هذه المشية تأرجح كل من يعتلى ظهره بصورة كبيرة .
- يستطيع الجمل العطشان أن يشرب أكثر من (100) لتر من الماء دفعة واحدة دون أن يحدث له أي ضرر، ولا تبقى هذه المياه في أمعائه، ولكنها تنساب داخل أنسجة جسمه فورًا .
- الجمل شديد الاقتصاد جدًّا في الماء، ولا يفقد منه إلا أقل من لتر واحد في اليوم أو يزيد، وذلك عن طريق البول .
- حين يكون الجمل بحالة صحية جيدة نجد سنامه قائمًا ومكتظًّا، وحين يكون مريضًا أو تعرض لفترة جوع طويلة نجد سنامه ضامرًا، وقد يتلاشى .
- الجهاز الهضمي للجمل يخلو من المرارة .
- تلد أنثى الجمل وهى واقفة .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى